Senin, 02 Januari 2012

تأثير دور الأسرة بجنس الطفل



            عن طريق الوسائل تتم التنشئة الاجتماعية، فالطفل الذى يولد في أسرة تعد الجماعة الأولى التى يتعلم فيها الطفل لغته التى تسمى بحق لغة الأم وعاداته وتقاليده وقيمه. وعن طريق هذه الأسرة وبين أخضان الأم تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية فيتعلق الطفل بأمه ويطمئن لجوارها ثم تتدرج به الحياة فيمتد بتعلقه إلى أبيه وإخوته وذوية ثم يستقل إلى حد ما عن أسرته لينتظم فى مدرسته.
            وتتطور تنشئته الاجتماعية من البيت إلى المجتمع عن طريق تلك المدرسة وما تهيئة للطفل من جماعات أخرى تسير به قدما في مدارج تلك التنشئة وذلك عند ما يتصل بأقرانه  ولداته ليصبح معهم عضوا في جماعة النظائر أو لتصبح جماعة النظائر له جماعته المرجعية شأنها في ذلك شأن الأسرة والمدرسة.
            يختلف المسلك الوالدين مع أطفالهما تبعا لاختلاف جنس الطفل، ولهذا المسلك أثره في التنشئة الاجتماعية التى تحدد مسار النمو الاجتماعى للطفل. ومن التجارب التى توضح مدى اختلاف علاقة الأم بأطفالها تبعا لاختلاف الجنس ذكرا كان أم أنثى، التجربة التى قام بها موسى سنة 1967 وخرصتها أن الباحث سجل سلوك نفس الأمهات مع الأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاثة أسابيع، ثم عاد وسجل سلوك نفس الأمهات مع نفس الأطفال عندما بلغت أعمارهم ثلاثة أشهر. وقد لاحظ الباحث أن الطفل ليس هو وحده الذى يغير سلوكه في استجابته لأمه بل إن الأم نفسها تغير سلوكه أيضا في استجابتها لسلوك أطفالها.
            كما يؤثر الوالدان في سلوك طفلهما وفي مسار تنشئته الاجتماعية كذالك يؤثر الطفل في سلوك والديه بل وفي تعديل مسار تنشئتها الاجتماهية أيضا، وذلك لأن الطفل يمتلك وسيلتين من اقوى الوسائل للتحكم في سلوك الكبار وفي تغيير مسار سلوكهم الاجتماعى، وهما الصياح والابتسام، كما يقرر ذلك رينجولد سنة 1968.
            والاسرة الحديثة هى الأسرة الصغيرة التى تتكون من الزوجين وأبنائهما وهى المدرسة الأساسية لكل طفل، لأن ما يتعلمه فيها يبقى معه طول حياته، وعن طريقها يكتسب قيمه الاجتماعية ومعايير سلوكه، ويكتسب ضميره الآمر الناهى الذى يثيبه على خير ما يقوم به ويعاقبه على شر ما يقترفه وذلك عند ما يتصل الطفل بسلطة أبيه.
            وتعد الأسرة بلا منازع الجماعة الأولية التى تكسب النشء الجديد  خصائصه الاجتماعية الأساسية أى أنها الوسيلة الرئيسية للنشئة الاجتماعية. ويتأثر الطفل في تنشئته الاجتماعية بالمستوى الاقتصادى الاجتماعى لأسرته وبأثر ذلك المستوى على تحقيق مطالبه. ويخبلف أثر تلك التنشئة أيضا تبعا لاختلاف جنس الطفل فالأسرة لا تعامل الذكور من الأطفال كما تعامل الإناث.
            وكما يتأثر الطفل بأسرته يؤثر أيضا فيها، ولذا يختلف سلوك الأب والأم قبل ولادة الطفل عن سلوكهما بعد ولادته، وبذالك تصبج عملية التنشئة الاجتماعية عملية تأثير وتأثر.
فعندما يصيح الطفل يسرع إليه الكبار، وعندما يبتسم يفرح به والده. ويشارك هو بابتسامه تلك في تسكيل بعض أنماط الحياة الاجتماعية السائدة حوله وبذلك لايملك الوالدان وحدهما وسائل الثواب والعقاب. بل يملكهما الطفل أيضا، وكما تنتقل المعلومات من الوالدين إلى أطفالها، كذلك تنتقل معلومات أخرى من الأطفال إلى الوالدين. وذلك لأن الصراخ والابتسام يدلان الوالدين عاى مطالب الطفل، وبذلك يعدل الطفل بدوره مسار التنشئة الاجتماعية للوالدين وذلك لأن سلوكه الاجتماعى بعد ولادته يختلف عن سلوكها الاجتماعى قبل ولادته.

            ومن أهم الأمور التى كشف عنها هذا البحث أن الأم لاتستجيب لصراخ وبكاء الذكور من الأطفال كما تستجيب لصراخ وبكاء الإناث. وقد يكون ذلك لأنها تعلم أن تدخلها مع الذكور منها مه الإناث، أو لأنها تفترض أن على الأطفال الذكور أن يكونوا أكثر احتمالا من الإناث. وهذه التفرقة في مسلك الأم تحدد مسلكا للتنشئة الاجتماعية للذكور من الأطفال يختلف من مسلك تلك التنشئة عند الإناث.
            وعن طريق الأسرة يكتسب الطفل المعايير العامة التى  تفرضها أنماط الثقافة السائدة في المجتمع، ويكتسب أيضا المعايير الحاصة بالأسرة التى تفرضها هى عليه. وبهذا المعنى تصبح الأسرة وسيلة المجتمع للحفاظ على معاييره وعلى مستوى الأداء المناسب لتلك المعايير.
            وتعتمد تلك المعايير في فعاليتها على دور الفرد في الأسرة، وما يقوم به من نشاط، وما يرتبط به من علاقات وعلى نوع تفاعله الاجتماعى  السوى مع بقية أفراد الأسرة، بما في ذلك مدى إمكانية تحقيق متطلبات الأسرة. وبذالك تصبح علاقة الفرد بالأسرة  علاقة تبادلية قوامها الأخذ والعطاء وضوابطها ما يسود بين الأسرة وأفرادها من معايير عامة ومعايير أسرية.
            ولهذا المعايير أثرها الفعال في تعديل السلوك الاجتماعى للفرد، وفي تحديد مسار تنشئته الاجتماعىة وعلى سبيل المثال قد يرضى الفرد لنفسه أن يصبح كبش فداء بالنسبة لبقية أفراد الأسرة ليقى الأسرة كلها من الصراعات الداخلية كما تدل على ذلك نتائج بعض الأبحاث الكلينيكية.
            وجمود المعايير التى تحددها الأسرة لأفرادها يجنح بهم نحو السلوك العصابى بل والذهانى أحيانا. وتعارض معايير الأسرة  بالنسبة للموفق الواحد يعوق عملية تكامل التنشئة الاجتماعية للفرد، كمثل الأب الذى يطالب ابنه بسلوك ما في المواقف ثم يعود ليطالبه بعكس ذلك السلوك في نفس المواقف الأخرى الشبيهة به.
وهكذا تتأثر التنشئة الاجتماعية للأطفال بالعلاقات العائلية السائدة في جو الأسرة والتى تصطبع بمفهوم الأسرة عن تنشئة الذكور ومدى اختلافها عن مفهوم مها لتنشئة الإناث.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar